الثلاثاء، ديسمبر 10، 2013

أرسطو يبغض الربا


تميز أرسطوطاليس بمذهبه المتسق مع نفسه والمتمحور حول مفهومه ل (الطبيعة)؛ فالطبيعة هي دائمًا معيار أرسطوطاليس في مدح الأشياء أوذمّها، وفي قبول أخرى أورفضها.

في كتابه (السياسة) يحدثنا أرسطو طاليس عن (أبواب الرزق الطبيعي وغير الطبيعي) ومنهجه المعتاد هو وصف وحصر الآراء والأفعال السائدة في عصره في موضوع بحثه، وتقييمها ومن ثمّ ترجيح مذهبه الخاص.

يرى أرسطوطاليس أن فن الكسب على نوعين، أحدهما محمود وهو (فن الاقتصاد) والآخر مذموم وهو (فن التجارة). ومعيار الحكم أن أولهما طبيعي والثاني غير طبيعي. الأول يتوجه إلى الطبيعة مباشرة ليكتسب منها عبر فنون هي الرعاية والزراعة وصيد السمك وقنص الوحوش والطيور، وقد يبادل شيئًا بآخر. أمّا التجارة فقد اخترعت النقد للمبادلة، والنقد شيء غير طبيعي اخترعه البشر واصطلحوا عليه فليس له قيمة في ذاته في رأي أرسطو إلا بقدر اصطلاح النّاس، فإن أزالوا الاصطلاح لم يعد للنقد قيمة.

وبناء عليه، فقد رفض أرسطو الربا رفضًا تامًّا لأنه نقد نُمّي عن طريق النقد نفسه، فهو ينافي الطبيعة أعظم منافاة. يقول الفيلسوف: "...ولقد أبغضوه لأن ربحه من النقد نفسه، لا ممّا جُعل له النقد؛ إذ جعلت النقود للمبادلة. وأمّا الربا فهو ينمي النقد نفسه؛ ومن هذا الأمر نال اسمه. لأن المواليد شبيهة بوالديها. وما الربا إلا نقد النقد. ومن ثمّ فهو بين أصناف الغنى ما ينافي الطبيعة أعظم منافاة" (السياسة 1258 ب 5)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق