الأحد، يوليو 31، 2016

إلى المسيري في ذكرى وفاته الثامنة

نشر سابقًا في مصر العربية. 5 يوليو 2016. 

في 3 يوليو، مرّت ثمان سنوات على ذكرى وفاة الدكتور عبد الوهاب المسيري، رحمه الله.


المسيري الذي شرفت بمعرفته في 2001 وظلّت معرفتي به حتّى وفاته في 2008. عرفته إذًا بعد أن انتهى من موسوعته الشهيرة "اليهود واليهودية والصهيونية" وانصرف إلى عمل فكري أكبر وهو عمله عن العلمانية والحداثة. وكان في ذلك الوقت على اهتمام كبير بأن ينضوي تحت العباءة الكبيرة للفكر الإسلامي، أو أن يحسب مفكرًا إسلاميًّا. فكان دائم التأكيد على أنّه مفكر ذو مرجعية إسلامية. وعلى المستوى السياسي،ساهم في تأسيس حزب الوسط، ونقل صالونه الشهري الذي كنّا نحضره في مكتبه الخاص إلى مقر جمعية مصر للثقافة والحوار. كان عدد من يحضرون صالونه الشهري من الشباب تحديدًا قليل، على رغم اهتمامه الكبير بفئة الشباب الذين كتب لهم "رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمار."

وكان المسيري يبذل جهدًا محمودًا في محاولة الوصول لفئة الشباب، و في محاولة التأثير في الخطاب الإسلامي. أذكر مرّة أنّي أخبرته، متذمّرة، أنّ شيخًا من مشايخ الكويت، هو الشيخ محمد العوضي، يخطب خطبة الجمعة، مستخدمًا مادة كتاب المسيري في "الحداثة" و"العالم من منظور غربي،" وهو على رغم ذلك لا يحيل إلى المسيري في خطبته! فاجأني المسيري برد خالف كل توقعاتي: "ما إحنا عايزين نطور الخطاب الإسلامي!" هكذا كان المسيري حريصًا على أن يكون مفكرًا يوصف بالعربية و يوصف بالإسلامية، بل و تُقرأ أعماله ممّن يوصفون بالإسلاميّين، وتؤثر في تطوير وتوجيه الخطاب الإسلامي.

تحقّق هذا بالفعل، لكن بعد وفاة المسيري. حين فاجأني بالفعل حجم إقبال الشباب على قراءة أعمال المسيري، خاصّة بعد الثورة، وخاصة الشباب من التيار الإسلامي. وأصبحت أفكار المسيري ذائعة الصيت في مصر، وكثيرة الاستخدام والتوظيف. هذا بعد أن كنا على مدار سنوات في صالونه قلّة قليلة، لا نجد من يهتم كثيرًا بالحضور من الشباب والشابات.

أتذكّر المسيري الآن، وأتذكّر كثيرًا  من "الثوابت" التي كان يقوم عليها مشروعه، وكيف تعرّضت لهزة كبيرة بفعل الثورات العربية، على الأقل من وجهةنظري. مشروع المسيري عن اليهود واليهودية والصهيونية كان قائمًا على تمركز القضية الفلسطينية، وقدرتها على توحيد العرب تجاهها والمسلمين عمومًا. بالتأكيد فإنّ حزب الله ومشروعه كان مفهومًا تمامًا وعقلانيًّا في إطار مشروع المسيري الفكري ذي التوجه الحضاري والفكري الإسلامي. وقد ذكر المسيري زيارته لحزب الله وحسن نصر الله، وتثمينه للانتصار الذي حقّقه الحزب على إسرائيل في مايو 2000. كما بدا الأمر متسقًا حين وجد الحزب يؤمن و ينفذ مشروعه بناء على القناعة التامة بحتمية زوال إسرائيل، وهي القناعة التي توصل إليها المسيري نفسه، لكن من منطلقات فكرية. وباتت القضية الفلسطينية قادرة على إذابة الخلافات التاريخية بين الشيعة والسنّة، وتوحيدهم ضدّ عدوّ مشترك.

لم يبد هذا التوحد ثابتًا بعد الثورتين السورية واليمنية، بل ولم يبدُ أنّ مشروع حزب الله كان هو تقويض قوة إسرائيل والدفاع عن الفلسطينيين كما كان يبدو لنا. لا أدري ماذا كان المسيري ليقول، وكيف كان ليعدّل نماذجه الإدراكيّة لاستيعاب هذا الانكشاف عن حقيقة حزب الله. ولكنّ الواقع والتاريخ الكامن في الواقع الذي يمكن أن ينفجر فجأة على سطح الحاضر نتيجة حدث مفاجئ يمكن أن يختبر النماذج التفسيرية ويعيد صياغتها، وهو ما علمنا المسيري إياه. فالعلاقة بين النموذج والواقع علاقة حلزونية كما كان يقول، حيث يشكّل إحداهما الآخر عبر هذه العلاقة الحلزونية. النموذج لا يتشكل في ذهن المفكر بطريقة تأملية، بل يتشكل من تأمل المفكر ومعايشته وتحليله للكثير من الوقائع ليضعها في إطار نظري قادر على الشرح والتفسير.

رحل المسيري قبل أن يشهد الثورات العربية، التي أظن أنه كان ليثريها بنظره وتحليله كثيرًا. رحل بعد أن قرر في آخر أربع سنوات من حياته أن يترك كتبه قليلاً ويمارس السياسة اليومية، فيساهم في تنسيق حركة كفاية في عام 2004، والدفع بهذه الحركة التي كانت من إرهاصات ثورة يناير في 2011. رحل المسيري قبل أن يشهد نضج الثمرة السياسية لفعله السياسي، ولكن ليقدم لنا نموذجًا عن متى وكيف يمكن للمفكر أن يمارس الفعل السياسي.

رحم الله عبد الوهاب المسيري.

السبت، يوليو 30، 2016

النص الخامس: محاورة أقريطون لأفلاطون

في اللقاء الخامس لمبادرة نصوص، سنقرأ ونتناقش في محاورة أقريطون لأفلاطون، والتي يمكن عنونتها كذلك بواجب المواطن.
النص من ترجمة زكي نجيب محمود، والذي عربه عن الإنجليزية.
لتحميل محاورات أفلاطون لزكي نجيب محمود هنا.

قرأنا محاورة أقريطون يوم 11 أغسطس 2016 


النص الرابع: محاورة أوطيفرون لأفلاطون

قرأنا محاورة أوطيفرون يوم 28 يوليو 2016.