الجمعة، يوليو 11، 2014

الذكرى التاسعة عشرة لمجزرة سريبرينتيسا

صلّى البوسنويون اليوم صلاة الجنازة على 129 جثمان من جثامين الشهداء الذين قتلوا على يد جنود الصرب قبل تسعة عشرة عامًا، أي في 11 يوليو 1995. حيث عملت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين على اكتشاف المقابر الجماعية على مدى أعوام، ثم مطابقة أنسجة عظام الضحايا بالحمض النووي للأقارب، من أجل التعرف على هويات الضحايا وإعادة دفنهم بكرامة، والسعي لتحقيق العدالة. 

في ذلك اليوم استطاع جيش صرب البوسنة اقتحام المدينة الآمنة، وتغافلت عنهم بعثة الأمم المتحدة الهولندية. قاموا بفصل النساء عن الرجال والفتيان الذين اقتادوهم إلى الجبال، وأعملوا فيهم القتل على مدار خمسة أيام متتالية! 

هذه الصور من صلاة الجنازة اليوم، ومصدرها هنا











حرب البوسنة: التقديرات الرقمية

نظرًا لأني أحيانًا ما أقرأ على مواقع التواصل الاجتماعي بعض الأرقام غير الدقيقة لضحايا حرب البوسنة، فأود أن أشارك هنا الأرقام التقديرية التي سمعتها من الناجين من المجزرة. 

يقول محمد دوراكوفيتش أنّ مجمل ضحايا الحرب في البوسنة 1992-1995 يصل إلى 100 ألف قتيل. في حين أن عدد ضحايا مجرزة سريبرينيتسا لوحدها هو 8372 قتيل وهو عدد يدخل ضمن الرقم الكلي. 

صرح دوراكوفيتش كذلك أنّ الصرب قد قاموا بعملية اغتصاب منظمة لحوالي 36 ألف امرأة بوسنية، وكان الصرب يقولون نريد أن تحمل النساء البوسنويات بأطفال صرب! 

كذلك فإن رئيسة أمهات سريبرينيتسا صرحت أن بعضهن قد أصبحن أمهات بالفعل، وهناك جهود تبذل ودعم يقدم  لرعاية هؤلاء النساء والأطفال إلى الآن. 

الشهيد سهيل عمار

 الشهيد المهندس سهيل عمار، استشهد فى الاسكندرية 03/07/2013 على أيدى البلطجية أثناء محاولة قوات الشرطة فض التظاهرات بين المؤيدين و المعارضين فى منطقة سيدى بشر. وهذا نقلا عن صفحة "كلنا سهيل عمار" التي انشأها له أصدقاء عقب استشهاده. هنا
تذكره أصدقاء آخرون بصفحة أخرى "رحم الله سهيل عمار" هنا 
صفحته على فيس بوك هنا
رابط جنازته هنا

المصدر هنا

المصدر هنا

الأربعاء، يوليو 09، 2014

مشاركتي في مدرسة سريبرينيتسا الصيفية

شاركت العام الماضي في مدرسة سريبرينيتسا الصيفية التي تقام كل عام من 1 يوليو 2013 إلى 11 يوليو 2013. 

جانب من المحاضرات
أنا أجلس أقصى اليسار
وقد دونت خبرتي في المدرسة في التدوينات الآتية 

موسم الحج إلى سريبرينيتسا

المصدر هنا
انتهت مسيرة السلام في سريبرينيتسا، ووصل الناس إلى بوتوتشاري. دهشت حين رأيت آلاف الناس آتين من كل حدب وصوب من داخل البوسنة ومن خارجها. عشرات الحافلات تنقل الناس مجانًا إلى سريبرينيتسا ومنها. 

كان حقًّا يومًا أشبه بموسم الحج! يزور البوسنيون ضحايا سريبرينيتسا كل عام، ويتذكرونهم ويقرؤون قصصهم المكتوبة والمعلقة على جدران مصنع البطاريات. 

تعمل اللجنة الدولية لشؤون المفقودين  على الكشف والتعرف على جثامين الضحايا خلال العام. وينتظر ذوو الضحية يوم 11 يوليو ليدفنوا فقيدهم مع بقية المفقودين بعد الصلاة عليه. للمزيد هنا

في 11 يوليو 2013، دُفنت جثامين 409 من الضحايا كانت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين قد انتهت من التعرف عليهم في العام الذي سبق هذا التاريخ. 

بكت الأمهات اللائي دفنّ أولادهن وأزواجهن كما لو كنّ فقدنهم للتو على الرغم من مرور 18 عامًا على المجزرة. حرقة الفقد والغدر والقتل لا تدانيها حرقة! 

يوم 11 يوليو هو اليوم التذكاري العالمي لتذكر ضحايا المجزرة، ويحضره مسؤولون أوروبيون في جهود حثيثة لرأب الصدع وتحقيق المصالحة. 



الثلاثاء، يوليو 08، 2014

أسماء شهداء مجزرة الحرس الجمهوري 8 يوليو 2013

عند مطلع الفجر، في يوم 8 يوليو 2013، اعتدت قوات الجيش على معتصمين أمام الحرس الجمهوري، وأوقعت منهم ما يقارب 76 شهيد. عرفت هذه المجزرة كذلك بمذبحة الساجدين! 



هنا

مسيرة السلام


المسيرة تبدأ

حينما حاول آلاف من اللاجئين في سريبرينتيسا النجاة بحياتهم إثر اقتحام جيش البوسنة الصربي المدينة الآمنة، لجؤوا إلى الجبال وقطعوا طريقً طويلاً بين الغابات. كثير منهم هلك أو قتل على يد الصرب، بينما نجا بعضٌ منهم مثل محمد دوراكوفيتش

كانت رحلة النجاة عبر الغابات شاقة ومؤلمة وخطرة ومحفوفة بالموت في كل لحظة، ولذا فقد سميت رحلة النجاة هذه ب"رحلة الموت". 

يقول محمد دوراكوفيتش: "حين أعدت بناء حياتي بعد المجزرة، وفي عام 2006 أردت أن أبني ذاكرة جديدة إيجابية تحل محل ذاكرة رحلة الموت، فبادرت مع بعض الشركاء بمسيرة السلام، وهي دعوة للسلام وتذكر الذين قضوا نحبهم في الغابات" 

تتكرر مسيرة السلام كل عام، وتبدأ في الثامن من يوليو، وتستمر لمدة ثلاثة أيام، حتى يوم 10 يوليو. يبدأ المشاركون مسيرتهم من قرية صغيرة بجانب توزلا، ويسيرون على آثار خطا من نجوا ومن هلكوا! يبيتون في خيام ليلاً ويواصلون المسير في النهار قاطعين نحو 40 كيلومتر كل يوم في الأيام الثلاثة. وتنتهي المسيرة في سريبرينيتسا حيث يمثل يوم 11 يوليو اليوم السنوي لذكرى المجزرة. 

خريطة المسيرة توضح الطريق الذي سلكه الضحايا في الغابات للنجاة بحياتهم

كانت المسيرة التي شاركت فيها السنة الماضية 2013 هي الثامنة، واليوم 8 يوليو 2014 هو بداية المسير للمشاركين في المسيرة التاسعة. 

بدأت المشاركة ولم أقدر أنّ الرحلة شاقة لهذه الدرجة، وأني لا أملك من اللياقة البدنية ما يكفي لمواصلة الأيام الثلاثة، فتوقفت بعد نصف يوم، في حين أكمل باقي المشاركين. 


مسيرة السلام من وسائل دعم الأسر المنكوبة جراء الحرب هنا

ما جدوى علم الكلام؟

ما بين عامي 2003 و2005 كنت أذهب إلى الأزهر الشريف، لأقرأ المتون والشروح مع المشايخ. وكان من ضمن ما قرأته متن (الخريدة البهية) و متن (جوهرة التوحيد) وكلاهما في علم الكلام. 

كنت أحب دراسة علم الكلام في الحقيقة، تعجبني مسائله المعقدة، والدقيقة في ذات الوقت، ويعجبني كذلك إشباعه للتطلع الوجودي والميتافيزيقي في نفسي!

متون علم الكلام المتأخرة مقسمة لثلاثة مباحث رئيسية: الإلهيات والنبوات والسمعيات. ولكن النصوص المتقدمة كانت أقل تنظيمًا ولم تعرف هذا التقسيم! فتضمنت ردودًا شاملة على الفرق الإسلامية وغير الإسلامية، كما شملت فيما شملت مبحثًا مهمًا وهو مبحث الإمامة.


على الرغم من الشغف الذي ألمّ بي وأنا أتعرف على علم الكلام، إلاّ أنّ سؤال: ما أهمية هذا الآن؟ وما علاقة هذه الجدالات بالجدالات المعاصرة والواقع المعاصر؟ كان سؤال الأهمية هذا يقلقني كثيرًا. ماذا أنا فاعلة بهذا الكلام؟

بالتأكيد لم يكن لدي أي استشراف في 2003 أن فرقة من فرق المسلمين ستعلن الخلافة الإسلامية في 2014! وأنّ أسسها الشرعية لا تعدو نظرية الإمامة العظمى في علم الكلام بحذافيرها!
الآن فقط أدركت أن أهمية علم الكلام لا تزال نافذة!


الاثنين، يوليو 07، 2014

حين ضللت الطريق في بوتوتشاري

في اليوم الأول للمدرسة، تأخرت في العودة من المركز التذكاري إلى المخيم، ففقدت أثر زملائي، وضللت الطريق. وعلى الرغم من بساطة المكان، إلا أنّ الشارع الخالي من المارّة سبب لي مشكلة كبيرة في تلمس الطريق! 

ومشيت على أمل أن أجد من يدلني، أو أجد نفسي في المخيم فجأة! ولكني عوضًا عن أن أتجه يسارًا، اتجهت يمينًا، فإذا بي عند بيوت أهل القرية! 

رأتني سيدة كبيرة تضع غطاء على رأسها، وميزتني بغطاء رأسي كذلك. حاولت التكلم معي، لكن لم أفهم! هي لا تتكلم سوى البوسنوية ولا تعرف غيرها، وهي لغة أجهلها! 

استطعنا التواصل عبر لغة الجسد والإشارات، التي أوصلتنا إلى بيتها! فاستضافتني في الحديقة، وقدمت لي مشروبًا باردًا، ونجحت بالإشارات كذلك أن تفهمني أنها تدعوني للغداء! دخلت منزلها دون خوف أو شك! لم أشك لحظة في انها امراة طيبة. وشعرت لوهلة أنني ما كنت أشعر بنفس الأمان لو كان هذا الموقف حدث في مصر أو في أمريكا! 

حاولت أن أوصل لها أنني أبحث عن المخيم الذي يستضيف المدرسة، ولكن عجزت لغة إشاراتي عن ذلك! واستأذنت بلغة الإشارة وانصرفت. وهداني الله لمكان المخيم. 

قارنت بين هذا الموقف وبين تمشيتي المتعمدة، ومصادفتي لصرب البوسنة، وأيقنت حقًّا أن المصالحة بين الإثنين لم تحدث، وأن التعايش مجرد تعايش فيزيائي فقط! وفهمت حينها ما قالته خديجة محمادوفيتش كيف أنّ جيرانها الصرب الذين كانت تتعامل معهم قبل الحرب، قد تحولوا بعد الحرب إلى أعداء أو متجاهلين على أقل تقدير! 

المخيم الذي فقدته! 

تمشية في بوتوتشاري

قررت في أحد أيام المدرسة الأحد عشرة أن أخرج في تمشية في بوتوتشاري. الطبيعة جميلة جدًّا في البوسنة وهي لا تضاهي طبيعة أخرى شاهدتها. اللون الأخضر الذي لا ينتهي، صفاء الجو، الهدوء، الهواء النقي الذي تنقّي به رئتيك! 

كنت الوحيدة التي ترتدي غطاء للرأس بين طلاب المدرسة، وقد أردت بتمشيتي بالحجاب أن أرى كيف هي ردود فعل صرب البوسنة على هذا الرمز الذي يقول ببساطة أني مسلمة! وهذا بعد أن مرت ثمانية عشر عامًا على المجزرة. هل استطاعوا التسامح والتعايش مع المسلمين وتقبلهم وتقبل رموزهم! 

النساء المسلمات في البوسنة لسن محجبات في العادة، وقليل منهن من ترتديه مثلا في مناسبات مثل زيارة المقابر، أو رمضان. ولكن يبقى رمز الحجاب مفهومًا لدى الصرب! 

حين كنت أتمشى، استطعت تمييز المسلمين من الصرب في القرية، عن طريق ردّ فعلهم على مروري! مررت بجانب بيت تقف أمامه امرأة لاحظت أنها لم تنظر حتى إلي! كانت تقاسيمها حادّة ومكفهرة! لكني أكملت السير، فإذا بمجموعة من الصبية يصيحون علي، ويقولون لي كلامًا لا أفهمه!! كانوا يتكلمون الصربية بالتأكيد. لكني شعرت أنه كلام غير لائق! وشعرت حقًّا بالخوف، وعدت مسرعة إلى المخيم خوفًا من ملاحقة الأطفال الصرب لي!! 


بوتوتشاري الجميلة


سريبرينيتسا ليست في البوسنة والهرسك!

حين وصلنا إلى سريبرينيتسا، طُلب منّا تسليم جوازات السفر للشرطة. تساءلت عن السبب، فقد بدا الطلب غريبًا! قيل لي: نحن في جمهورية سربسكا! لم أفهم كذلك! وظننت لوهلة أنه نطق آخر لجمهورية صربيا! ولكنّ الزملاء حاولوا أن يشرحوا لي أننا في جمهوية سربسكا، وهي جمهورية مستقلة، ومدينة سريبرينيتسا تقع فيها. ولذا فجوازات السفر مطلوبة! 

فهمت فيما بعد، أنّ هذا التقسيم الجديد كان من مخلفات حرب البلقان. ولذا فالبوسنة والهرسك تتكون من وحدتين سياسيتين: فيدرالية البوسنة والهرسك، وجمهورية صرب البوسنة (أو ريبابليكا سربسكا) republica Syrpska. 

الطريف أنّ المركز التذكاري والمقبرة ومصنع البطاريات استثناء من سريبرينيتسا وتتبع فيدرالية البوسنة والهرسك وليس جمهورية سربسكا! 

موقع جمهورية سربسكا هنا
للمزيد هنا



اللجنة الدولية لشؤون المفقودين

كانت حصيلة الحرب في يوغوسلافيا السابقة عدة آلاف من القتلى. وكان آخر من قتل هم مسلمو البوسنة في سريبرينيتسا الذين بلغ عددهم 8372 رجل وشاب. دُفن الضحايا في مقابر جماعية في محاولة لإخفاء آثار الجريمة. 

انتهت الحرب وقد فقد كثير من النساء والأسر ذويهم، ولم يصلوا إليهم أحياء أو أمواتًا. 

وعقب انتهاء الحرب، أنشئت اللجنة الدولية لشؤون المفقودين بمبادرة من الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون،  ومقرها سراييفو لتنظر في تبليغات ذوي المفقودين عمّن فقدوا. وتبدأ في البحث عنهم. 

عملية البحث والتعرف على رفات الضحايا عملية معقدة جدًّا، يتكاتف عليها متخصصون في عدة مجال تقنية منها الأنثروبولوجي، والكيمياء والبيولويجيا، والطب الشرعية والأنثروبولوجيا الشرعية، والباثولوجي. 

تعرفنا إلى فرع اللجنة في مدينة توزلا وإلى طبيعة العمل المعقدة التي تبدأ من البحث عن المقابر الجماعية، وأخذ عينات دم من الأقارب، وتمر بتحليل عظام الضحية، ثم بإدخال البيانات في برامج معقدة لمطابقتها، وتنتهي باتخاذ القرار النهائي الذي يجيب على سؤال: من هو الشخص صاحب هذا الرفات؟ 

بعد أن يتعرف ذوو الضحية على فقيدهم، يحفر له قبر ويصلى عليه ويدفن من جديد. هكذا تعرفت خديجة محمادوفيتش على رفات ابنها وأعادت دفنه بعد الصلاة عليه. 


مدخل اللجنة الدولية لشؤون المفقودين في توزلا

اخذ عينات الأقارب

رفات أحد الضحايا من أجل تحليله

رفات الضحايا الذين تم التعرف عليهم في انتظار الصلاة والدفن

الأحد، يوليو 06، 2014

محمد دوراكوفيتش: مؤسس مدرسة سريبرينتسا

محمد دوراكوفيتش على اليسار

عندما حدثت المجزرة كان محمد في عمر العشرين، وعلى الرغم من رائحة الموت التي كانت تملأ المكان وتنذر بالفناء، تمسك محمد بأهداب النجاة فهرب إلى الجبال طلبًا للحياة. ظل محمد هاربًا في جبال سريبرينيتسا دون ماء ودون طعام. كان يتوقع في كل لحظة أن يصادف جنود الصرب الذين كانوا يقتلون كل من يقابلون.

 ظل محمد يمشي على قدميه بين الجبال والغابات عدة أيام من قرية إلى قرية. وفي مسيرة النجاة كان يحاول أن يجد طريقه بين أشلاء وجثث القتلى، والجرحى! حاول أن يقترب مرة من جريح، لمساعدته، ولكن الجريح أشار إليه بحسم أن لا يقترب. لم يفهم محمد هذا الطلب في البداية ثم تبين أن الصرب كانوا يتعدمون إصابة الضحايا ووضع قنابل متفجرة أو زرع ألغام بجانبهم ليكونوا طعمًا لمن يحاول مساعدتهم فيناله القتل فورًا أو الإصابة المميتة. 

وبينما هو في سعيه للتمسك بطوق النجاة، صادف شبانًا مثله يبحثون عن مهرب للنجاة، واقترحوا عليه أن يلجؤوا للأمم المتحدة باعتبارها المسؤولة عن حفظ الأمان والسلام. ولكنّه رفض قائلاً: "لم تكن الأمم المتحدة يومًا خيارًا لي" كان يعلم أن قوات الأمم المتحدة ستسلمه للصرب. وفضّل محمد أن يختبئ في كهف، حتى تحين لحظة مناسبة لاستكمال مسيرة النجاة. 

وبعد جهد جهيد، اقترب محمد من منطقة عسكرية وتبين له أنه فعل كل ما في وسعه لينجو بنفسه ويبقى على قيد الحياة. والآن هو بين يدي القدر تمامًا، فإمّا أن تكون المنطقة العسكرية تابعة لجيش البوسنة فينجو، وإمّا أن تكون تابعة لجيش الصرب فيهلك. وكانت الأولى فنجا. 

عاش محمد في مدينة توزلا لمدة عام، وبعد المجزرة بعامين كان يدرس الهندسة في الولايات المتحدة. ثم تزوج وكون أسرة صغيرة. 

عاد محمد إلى سريبرينيتسا، موطنه، وتملك فيها بيوتًا، ثم بادر مع رفاق له ناجون كذلك بمبادرة مسيرة السلام هنا عام 2006 والتي تعقد كل عام، ثم بتأسيس مدرسة سريبرينيتسا منذ 2010 والتي تعقد كل عام كذلك هنا

للاستماع لمحمد هنا

للاطلاع على بقية القصة 
رحلتي إلى سريبرينتسا صيف 2013



ثكلى شاعرة من سريبرينيتسا


من أمهات سريبرينيتسا، تدعى حسيبة،  وهي تتلو شعر الرثاء الذي كتبته في أحبتها الذين فقدتهم في المجزرة. 

لقراءة رحلتي إلى سريبرينيتسا صيف 2013 هنا

خديجة محمادوفيش مؤسسة رابطة أمهات سريبرينيتسا


اليوم الثالث للمدرسة: 3 يوليو 2013 

حين كان السياسيون في البوسنة يحاولون إخفاء مجزرة سريبرينيتسا، تكلمت الأمهات اللاتي فقدن أولادهن وأزواجهن وإخوتهن في المجزرة، وكسرن حاجز الصمت الذي شيد لطمس الجريمة. 

أسست خديجة محمادوفيتش، والتي فقدت جميع أفراد عائلتها في المجزرة، رابطة أمهات سريبرينيتسا، وعادت إلى موطنها أي سريبرينيتسا، في 2003. 

تقول خديجة: لقد عشت حياة بدون عائلة! إنه حكم إعدام مدى الحياة! لا أزال لا أصدق أنّ ابني قتل وأني لن أراه مرة أخرى، كان من المفترض الآن أن يكون في مثل عمركم وعمركن! لا أزال لا أصدق أنني لن أرى عروس ابني! (هكذا خاطبتنا خديجة)

"لقد أسست هذه الرابطة من أجل التضامن والمطالبة بالعدل من القاتلين! الأمهات يردن العدل. أشكر  المجتمع الدولي أن ساعدنا في إقامة هذا المركز التذكاري للضحايا، والذي هي في الواقع مرآة قبيحة لعجز الأمم المتحدة. " قالت خديجة. 

استطاعت خديجة التعرف على رفات ابنها في عام 1996 ولم يجد المختصون من رفات ابنها سوى عظمتين فقط، وأعادت دفنه في مقبرة المركز التذكاري.

وتضيف خديجة: عندما عدت في 2003، أصبح الأصدقاء الصرب القدامى قبل الحرب يشيحون بوجههم عني ويتنكرون لمعرفتي، ولكني لا أزال لا أشعربالكراهية ولا أستطيع أن أرتكب أي فعل انتقامي. ولكني أريد العدل. 

للمزيد عن خديجة هنا

هذه الوردة تنسجها أمهات سريبرينيتسا وهي علامة للسلام



السبت، يوليو 05، 2014

طفل يستشهد في مسيرة المطرية

نقلا عن شيماء منير، استشهد طفل في مسيرة المطرية أمس 4 يوليو 2014 هنا 
لا أعرف اسم الطفل والعزاء لأسرته. 


استشهد في نفس المسيرة كل من أحمد حسين هنا  وكريم شامة هنا

استشهاد أحمد حسين

استشهد أحمد حسين في مظاهرات ضد الانقلاب في المطرية في 4 يوليو 2014 وهو الشهير ب (اتش).
وهذه صورة أصدقائه يودعونه. المصدر هنا
 و قد استشهد في نفس المسيرة التس استشهد فيها كريم شامة هنا
وهذا هو حساب الشهيد هنا وكن آخر ما كتبه نعي للشهيدة هبة الله جمال هنا


كريم شامة شهيد في ذكرى الانقلاب

في مظاهرات المطرية في 4 يوليو 2014 بعد ذكرى الانقلاب بيوم، أطلق جنود الأمن ثلاث رصاصات على كريم شامة فأصابت رأسه! وفاضت روحه اليوم 5 يوليو 2014. 


كان كريم شامة عضو حزب الوسط وقد نعاه الحزب هنا
ويذكر أنّ الشهيد ابن عم إيمان شامة التي اعتقلت من منزلها منذ شهر هنا

كيف حكى حسن نوهانوفيتش قصة سريبرينيتسا؟

حسن نوهانوفيتش هأو أحد الناجين من مجزرة أبادت أكثر من 8000 رجل. فقد حسن جميع أفراد أسرته: الأب والأم والأخ، ونجا هو. ما الذي حدث؟ وكيف نجا حسن من المجزرة؟ حكى لنا حسن ما حدث في اليوم الثاني من المدرسة 2 يوليو 2013 داخل القاعدة الهولندية. 

أترككم مع حسن: 

في عام 1995، كان عمري 24 عام، وكنت في السنة النهائية في الهندسة الميكانيكية في سراييفو.عائلتي مكونة من أب وأم وأخ يصغرني بست سنوات. كنت أسكن في سكن الطلاب أثناء الدراسة، والذي كان متعدد الثفافات والأعراق في ذلك الوقت.  كنا نصف أنفسنا بالمسلمين في مقابل الصرب والكروات. وكنت قد قضيت 12 شهر في جيش يوجوسلافيا القومي عام 1991. 

 تعاملنا مع الحرب في سلوفينيا وكرواتيا على أنها شأن خارجي ولن تصل إلينا. ذهبت سلوفينيا، وكانت كرواتيا  دموية جدا. 
لكن الحرب وصلت إلينا على عكس توقعنا وجدنا أنفسنا بوسنويين غير مسلحين في مقابل صرب مسلحين. 

قررت عائلتي الرحيل إلى الجبال، وقد فهمت بعد ذلك لم قرر والدي أن نهرب إلى الجبال، لأنه شهد الحرب العالمية الثانية وكانت هذه هي طريقة الاحتماء حينها. هربت عائلتي في الوقت المناسب حيث تمّ محو مئات من من على الخريطة ولكن المدن الصغيرة والقرى لم تدمّر. 

رحلنا إلى سربرينيتسا وقد استغرقت الرحلة ثلاثة أشهر إبريل 1992 وحتى أغسطس 1992، وحين وصلنا، كان معظم الناس من اللاجئين. وقد استمر الجوع حوالي 12 شهر. لم يكن هناك كهرباء أو مياه صنبور لمدة ثلاث سنوات ونصف، ولم يكن من الممكن حتّى أن تجد زوجا من الأحذية. 


وطوال هذه المدة كنّا وحدنا، ولم يكن هناك جندي واحد من جنود حفظ السلام، وكنا محاصرين بين صرب البوسنة وصرب صربيا. 

حاولنا البقاء على قيد الحياة، وحاولنا الدفاع عن أنفسنا ضد هجمات الصرب. ومعظم الأسلحة التي حصل عليها المسلمون كانت من الصرب. 

ثمّ أعلنت الأمم المتحدة  سريبرينيتسا منطقة آمنة. و جاء 200 من الكنديين وبقوا مدة 10 شهور. انتهى الجوع حينها وأصبح هناك رز، مكرونة، خضار...

عندما جاء الهولنديون في فبراير 1994 وقد استبدلوا بالكنديين وأنشؤوا قاعدة عسكرية في نفس هذا المكان الذي نأخذ فيه المحاضرة. كانوا حوالي 600 وبدوا مثيرين للإعجاب. 

لم يكن أي أحد في سريبرينيتسا في ذلك الحين يتكلم الإنجليزية. لكني استطعت الحصول على كتاب مدرسي لتعلم الإنجليزية، وتعلمت اللغة بنفسي. وبسبب اللغة الإنجليزية فإني قد عملت معهم بشكل يومي، وكنت الوحيد الذي يعبر الحدود إلى صربيا. لقد وثق الصرب بي على الرغم أني تعرضت كذلك للإهانة والتهديد. 

مراقبو الأمم المتحدة كانوا غير مسلحين.

في 5 يوليو 1995، حصلت هجمة على سريبرينيتسا في نهاية الحرب. الأمم المتحدة لم تقاتل،  الناس كانوا ينتظرون أي علامات للدفاع عنهم، لكن لم تُطلق رصاصة واحدة! 

من 5 إلى 11 يوليو، قاتل البوسنيون الصرب. عدة رجال شجعان قُتلوا. حصلت بعض الخسائر في جانب الصرب! 

ماذا فعلت الأمم المتحدة في ذلك الوقت؟ لقد كانوا مجرد ملاحظين،  وكانت البعثة الهولندية تغير رأيها كل ساعة. في حين كان كثير من الجنود في أجازة خارج البوسنة! 

حصل خطأ في التواصل العسكري الذي كان خطه: سريبرينيتسا_ توزلا_ سراييفو_ زاجرب_ الناتو، ولم تفعل الكتيبة الكبيرة في توزلا  شيئا. وفي الحقيقة لو جاء 2-3 من الناتو لما حصلت هذه الإبادة. الكتيبة الهولندية تخلت عن واجبها، ولكن الهولنديين لا يشعرون بالمسؤولية. 

في 11 يوليو، دخل الصرب إلى سريبرينيتسا، كانت الطريقة الوحيدة لكي تبقى على قيد الحياة هو أن تلجأ إلى مخيم الأمم المتحدة.

استطاع 5-6 آلاف الدخول إلى مخيم الأمم المتحدة. ثمّ حدثت لحظة حاسمة: طرد الهولنديون الناس من المخيم !! وتركوهم للصرب، الذين فصلوا النساء والأطفال عن الرجال والصبيان، ثم تركوا النساء واقتادوا الرجال إلى الجبال وقتلوهم. 

كان أخي وأبي من المطرودين، أمّا أنا فقد احتفظوا بي داخل القاعدة لأقوم بمهام الترجمة. وهكذا نجوت أنا وقتلت عائلتي! 

 لقد دفع ضحايا سريبرينيتسا ثمن حرب البلقان!!

انتهت شهادة حسن نوهانوفيتش.

لاستكمال بقية القصة: 
رحلتي إلى سريبرينتسا صيف 2013

مرحامات

بعد أن انتهى حسن حاسانوفيتش من سرد قصة سريبرينيتسا هنا فتح باب الأسئلة، فكان سؤالي الذي لم أتردد فيه: ماذا حدث بعد ذلك؟ لقد قتل الصرب ما يزيد عن 8000 رجل في ثلاثة أيام عن قصد وتعمد. وقد شارك في المجزرة مدنيون من صرب البوسنة. بم فكرت بعد أن نجوت؟ ألم تفكر في القصاص؟ ألم تفكر في الانتقام؟ألم يفكر غيرك من الناجين في القصاص لذويهم؟ 

جاء رد حسن صادمًا بعض الشيء لي! لقد قال: لم تحدث حالة انتقام واحدة بعد انتهاء المجزرة! لم تسجل حقًّا حالة انتقام واحدة! 

حاول حسن أن يعلل لم لم تحدث حالة انتقام واحدة، فقال: ربما كان هذا لوجود مفهوم في اللغة البوسنوية نسميه (مرحامات) لا أعرف كيف أترجمه للإنجليزية! 

أجبته: إنك لا تحتاج لترجمة الكلمة للإنجليزية لأفهمها! لأنها في الحقيقة كلمة عربية قرآنية وهي (المرحمة) وعلى ما يبدو فقد نقلت إلى البوسنوية في وقت ما، وأصبحت من كلماتها! 


الجمعة، يوليو 04، 2014

شهيدة الإسكندرية

هبة الله جمال، ذات الثمانية عشر ربيعًا استشهدت اليوم لتلحق بأسماء وهالة اللتين استشهدتا في مثل عمرها. 
أخوها معتقل وهي شهيدة! صبرك الله يا أمهما! 
حساب هبة هنا


شهيد في مظاهرات سنوية الانقلاب

خرجت مظاهرات ضد الانقلاب اليوم في سنويته الأولى دعا إليها تحالف دعم الشرعية والإخوان المسلمون. 
وفي مسيرة الهرم، سقط محمد بهاء عبد الرحمن الطالب بالسنة الرابعة في العمارة في جامعة العلوم الحديثة والآداب. هنا
وهنا صفحة الشهيد. 
رحمه الله وغفر له.

 


الخميس، يوليو 03، 2014

عندما تخاف الدولة من الفن

كثيرًا ما أذهب إلى شارع محمد محمود لأستقل الحافلة إلى الجامعة من هناك. وكثيرًا ما يعطيني الوقت فرصة لأتأمل في الجرافيتي المرسوم على حوائط الجامعة الأمريكية، وأتساءل عن الفنانين الذين رسموه! 

حدث أكثر من مرة أن أزيلت الجرافيتي، ثم لا نلبث أن نسمع أنّ الفنانين أعادوا رسمه من جديد! 

أحزنني اليوم قراءة نعي أحد هؤلاء الفنانين الذين لم أكن أعرفهم! يدعى هشام رزق وهو عضو 6 إبريل وعضو رابطة فناني الثورة. هنا
لطالما خشي أصحاب السلطة من الصورة ومن الرمز ومن الكلمة، لأنهم لا يملكون إلا القوة، وبالقوة وحدها يقتلون من يقول ومن يكتب ومن يرسم. ولكن هيهات أن يمحوا آثارهم! 

عزائي لفن الثورة ولعائلة هشام ولنا جميعًا. 



الأربعاء، يوليو 02، 2014

كيف حكى حسن حاسانوفيتش قصة سريبرينيتسا؟


اليمين مدير المركز وحسن على اليسار 

حسن حاسانوفيتش هو أحد الرجال العشرة الذين نجوا من مجرزة سريبرينيتسا يوليو 1995، والذي كان يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا حين كُتبت له النجاة من المجرزة. 

قال حسن: 

قبل الحرب، كانت سريبرينيتسا مدينة جميلة ذات موارد طبيعية، وكانت جاذبة للعديد من الشباب لرخائها وفرصها الاقتصادية. حيث تكثر فيها المصانع والمعادن. وكان مما اشتهرت به مثلا ال (سبا). وبلغ مجمل سكانها 6000 إلى 7000 قبل الحرب. نسبة المسلمين بلغت 25% ونسبة الصرب 75%. 

في عام 1992، احتل الصرب سريبرينيتسا، الذين طردوا المسلمين إلى مدينة (توزلا). استمر هذا الاحتلال 24 يومًا فقط، ثم حررت سريبرينيتسا في 11 مايو 1992. في هذه الأثناء، كان الناس يعيشون يومًا بيوم، حيث لم تكن الحرب تسمح بوصول الأغذية إلى المدينة. ونتيجة للحرب في البوسنة، تدفق النّاس إلى سريبرينتسا من مناطق أخرى، حتى بلغ عددهم 60 ألف في إبريل 1993. وذلك لأن سريبرينيتسا كانت قد أعلنت منطقة آمنة رسميًّا. وبلغ نقص الغذاء لدرجة أن المساعدات الإنسانية من الأطعمة كانت تلقى عبر الطائرات. 

 وفي 12 يوليو من نفس العام، حدثت مجزرة كبيرة في ملعب كرة قدم، وقتل على إثرها 74 فرد. على إثر ذلك، وصلت قوات أمنية من الأمم المتحدة  والتي كانت كتيبة من الكنديين. نجحت القوات في إخراج 15 ألف من سريبرينيتسا إلى توزلا، كما نجحوا في توفير طعام أساسي، لكن ظلّت سريبرينيتسا بدون كهرباء. 

في مارس 1995، غادرت القوات الكندية، وجاءت كتيبة هولندية عوضًا عنها. ثم بدأت أحداث غريبة تحدث!!!

حدث اعتداء على سريبرينيتسا، ولكن الجنود الهولنديين لم يقاتلوا! كان ذلك في 3 يوليو 1995. ثم أسقطت طائرات هولندية قنبلتين على المدينة. ومن المثير للاستغراب، وعلى الرغم من تطورات الأحداث، إلا أن الجنرال الهولندي ترك مكتبه لينال أجازته! 

وفي مساء 11 يوليو 1995، أراد الناس أن يدخلوا القاعدة الهولندية، فلم يكن هناك مكان آمن سواها!! ولكن لم يسمح بدخول أكثر من 3000 من النساء والأطفال. وبعدها حدثت المجزرة ولمدة ثلاثة أيام متتالية. ووجدنا أنّ جيراننا الصرب الذين كنّا نسكن معهم قد تحولوا إلى جنود!!


القاعدة الهولندية من الخارج

حين سألت حسن عن تفسيره للمجزرة، قال: معدل الولادة لدى المسلمين مرتفع، وربما في خلال عشرين سنة سيكون جميع السكان من المسلمين، كما إنهم يؤمنون أننا صرب متحولون عن الإسلام مع الفتح العثماني. لقد اختاروا قتل الرجال لأن الرجل عمود الأسرة وهم يعلمون أن النساء لن ترغب في العودة إلى الأرض مرة أخرى. ولذا فستظل هذه الأرض خالية لهم. الآن وبعد 18 عام من المجزرة، أصبح عدد الصرب يفوق عدد المسلمين. 
للمزيد عن قصة نجاة حسن حاسانوفيتش: هنا

تدوينات متعلقة