الاثنين، يوليو 07، 2014

حين ضللت الطريق في بوتوتشاري

في اليوم الأول للمدرسة، تأخرت في العودة من المركز التذكاري إلى المخيم، ففقدت أثر زملائي، وضللت الطريق. وعلى الرغم من بساطة المكان، إلا أنّ الشارع الخالي من المارّة سبب لي مشكلة كبيرة في تلمس الطريق! 

ومشيت على أمل أن أجد من يدلني، أو أجد نفسي في المخيم فجأة! ولكني عوضًا عن أن أتجه يسارًا، اتجهت يمينًا، فإذا بي عند بيوت أهل القرية! 

رأتني سيدة كبيرة تضع غطاء على رأسها، وميزتني بغطاء رأسي كذلك. حاولت التكلم معي، لكن لم أفهم! هي لا تتكلم سوى البوسنوية ولا تعرف غيرها، وهي لغة أجهلها! 

استطعنا التواصل عبر لغة الجسد والإشارات، التي أوصلتنا إلى بيتها! فاستضافتني في الحديقة، وقدمت لي مشروبًا باردًا، ونجحت بالإشارات كذلك أن تفهمني أنها تدعوني للغداء! دخلت منزلها دون خوف أو شك! لم أشك لحظة في انها امراة طيبة. وشعرت لوهلة أنني ما كنت أشعر بنفس الأمان لو كان هذا الموقف حدث في مصر أو في أمريكا! 

حاولت أن أوصل لها أنني أبحث عن المخيم الذي يستضيف المدرسة، ولكن عجزت لغة إشاراتي عن ذلك! واستأذنت بلغة الإشارة وانصرفت. وهداني الله لمكان المخيم. 

قارنت بين هذا الموقف وبين تمشيتي المتعمدة، ومصادفتي لصرب البوسنة، وأيقنت حقًّا أن المصالحة بين الإثنين لم تحدث، وأن التعايش مجرد تعايش فيزيائي فقط! وفهمت حينها ما قالته خديجة محمادوفيتش كيف أنّ جيرانها الصرب الذين كانت تتعامل معهم قبل الحرب، قد تحولوا بعد الحرب إلى أعداء أو متجاهلين على أقل تقدير! 

المخيم الذي فقدته! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق