الأربعاء، يوليو 02، 2014

كيف حكى حسن حاسانوفيتش قصة سريبرينيتسا؟


اليمين مدير المركز وحسن على اليسار 

حسن حاسانوفيتش هو أحد الرجال العشرة الذين نجوا من مجرزة سريبرينيتسا يوليو 1995، والذي كان يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا حين كُتبت له النجاة من المجرزة. 

قال حسن: 

قبل الحرب، كانت سريبرينيتسا مدينة جميلة ذات موارد طبيعية، وكانت جاذبة للعديد من الشباب لرخائها وفرصها الاقتصادية. حيث تكثر فيها المصانع والمعادن. وكان مما اشتهرت به مثلا ال (سبا). وبلغ مجمل سكانها 6000 إلى 7000 قبل الحرب. نسبة المسلمين بلغت 25% ونسبة الصرب 75%. 

في عام 1992، احتل الصرب سريبرينيتسا، الذين طردوا المسلمين إلى مدينة (توزلا). استمر هذا الاحتلال 24 يومًا فقط، ثم حررت سريبرينيتسا في 11 مايو 1992. في هذه الأثناء، كان الناس يعيشون يومًا بيوم، حيث لم تكن الحرب تسمح بوصول الأغذية إلى المدينة. ونتيجة للحرب في البوسنة، تدفق النّاس إلى سريبرينتسا من مناطق أخرى، حتى بلغ عددهم 60 ألف في إبريل 1993. وذلك لأن سريبرينيتسا كانت قد أعلنت منطقة آمنة رسميًّا. وبلغ نقص الغذاء لدرجة أن المساعدات الإنسانية من الأطعمة كانت تلقى عبر الطائرات. 

 وفي 12 يوليو من نفس العام، حدثت مجزرة كبيرة في ملعب كرة قدم، وقتل على إثرها 74 فرد. على إثر ذلك، وصلت قوات أمنية من الأمم المتحدة  والتي كانت كتيبة من الكنديين. نجحت القوات في إخراج 15 ألف من سريبرينيتسا إلى توزلا، كما نجحوا في توفير طعام أساسي، لكن ظلّت سريبرينيتسا بدون كهرباء. 

في مارس 1995، غادرت القوات الكندية، وجاءت كتيبة هولندية عوضًا عنها. ثم بدأت أحداث غريبة تحدث!!!

حدث اعتداء على سريبرينيتسا، ولكن الجنود الهولنديين لم يقاتلوا! كان ذلك في 3 يوليو 1995. ثم أسقطت طائرات هولندية قنبلتين على المدينة. ومن المثير للاستغراب، وعلى الرغم من تطورات الأحداث، إلا أن الجنرال الهولندي ترك مكتبه لينال أجازته! 

وفي مساء 11 يوليو 1995، أراد الناس أن يدخلوا القاعدة الهولندية، فلم يكن هناك مكان آمن سواها!! ولكن لم يسمح بدخول أكثر من 3000 من النساء والأطفال. وبعدها حدثت المجزرة ولمدة ثلاثة أيام متتالية. ووجدنا أنّ جيراننا الصرب الذين كنّا نسكن معهم قد تحولوا إلى جنود!!


القاعدة الهولندية من الخارج

حين سألت حسن عن تفسيره للمجزرة، قال: معدل الولادة لدى المسلمين مرتفع، وربما في خلال عشرين سنة سيكون جميع السكان من المسلمين، كما إنهم يؤمنون أننا صرب متحولون عن الإسلام مع الفتح العثماني. لقد اختاروا قتل الرجال لأن الرجل عمود الأسرة وهم يعلمون أن النساء لن ترغب في العودة إلى الأرض مرة أخرى. ولذا فستظل هذه الأرض خالية لهم. الآن وبعد 18 عام من المجزرة، أصبح عدد الصرب يفوق عدد المسلمين. 
للمزيد عن قصة نجاة حسن حاسانوفيتش: هنا

تدوينات متعلقة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق