السبت، يوليو 05، 2014

كيف حكى حسن نوهانوفيتش قصة سريبرينيتسا؟

حسن نوهانوفيتش هأو أحد الناجين من مجزرة أبادت أكثر من 8000 رجل. فقد حسن جميع أفراد أسرته: الأب والأم والأخ، ونجا هو. ما الذي حدث؟ وكيف نجا حسن من المجزرة؟ حكى لنا حسن ما حدث في اليوم الثاني من المدرسة 2 يوليو 2013 داخل القاعدة الهولندية. 

أترككم مع حسن: 

في عام 1995، كان عمري 24 عام، وكنت في السنة النهائية في الهندسة الميكانيكية في سراييفو.عائلتي مكونة من أب وأم وأخ يصغرني بست سنوات. كنت أسكن في سكن الطلاب أثناء الدراسة، والذي كان متعدد الثفافات والأعراق في ذلك الوقت.  كنا نصف أنفسنا بالمسلمين في مقابل الصرب والكروات. وكنت قد قضيت 12 شهر في جيش يوجوسلافيا القومي عام 1991. 

 تعاملنا مع الحرب في سلوفينيا وكرواتيا على أنها شأن خارجي ولن تصل إلينا. ذهبت سلوفينيا، وكانت كرواتيا  دموية جدا. 
لكن الحرب وصلت إلينا على عكس توقعنا وجدنا أنفسنا بوسنويين غير مسلحين في مقابل صرب مسلحين. 

قررت عائلتي الرحيل إلى الجبال، وقد فهمت بعد ذلك لم قرر والدي أن نهرب إلى الجبال، لأنه شهد الحرب العالمية الثانية وكانت هذه هي طريقة الاحتماء حينها. هربت عائلتي في الوقت المناسب حيث تمّ محو مئات من من على الخريطة ولكن المدن الصغيرة والقرى لم تدمّر. 

رحلنا إلى سربرينيتسا وقد استغرقت الرحلة ثلاثة أشهر إبريل 1992 وحتى أغسطس 1992، وحين وصلنا، كان معظم الناس من اللاجئين. وقد استمر الجوع حوالي 12 شهر. لم يكن هناك كهرباء أو مياه صنبور لمدة ثلاث سنوات ونصف، ولم يكن من الممكن حتّى أن تجد زوجا من الأحذية. 


وطوال هذه المدة كنّا وحدنا، ولم يكن هناك جندي واحد من جنود حفظ السلام، وكنا محاصرين بين صرب البوسنة وصرب صربيا. 

حاولنا البقاء على قيد الحياة، وحاولنا الدفاع عن أنفسنا ضد هجمات الصرب. ومعظم الأسلحة التي حصل عليها المسلمون كانت من الصرب. 

ثمّ أعلنت الأمم المتحدة  سريبرينيتسا منطقة آمنة. و جاء 200 من الكنديين وبقوا مدة 10 شهور. انتهى الجوع حينها وأصبح هناك رز، مكرونة، خضار...

عندما جاء الهولنديون في فبراير 1994 وقد استبدلوا بالكنديين وأنشؤوا قاعدة عسكرية في نفس هذا المكان الذي نأخذ فيه المحاضرة. كانوا حوالي 600 وبدوا مثيرين للإعجاب. 

لم يكن أي أحد في سريبرينيتسا في ذلك الحين يتكلم الإنجليزية. لكني استطعت الحصول على كتاب مدرسي لتعلم الإنجليزية، وتعلمت اللغة بنفسي. وبسبب اللغة الإنجليزية فإني قد عملت معهم بشكل يومي، وكنت الوحيد الذي يعبر الحدود إلى صربيا. لقد وثق الصرب بي على الرغم أني تعرضت كذلك للإهانة والتهديد. 

مراقبو الأمم المتحدة كانوا غير مسلحين.

في 5 يوليو 1995، حصلت هجمة على سريبرينيتسا في نهاية الحرب. الأمم المتحدة لم تقاتل،  الناس كانوا ينتظرون أي علامات للدفاع عنهم، لكن لم تُطلق رصاصة واحدة! 

من 5 إلى 11 يوليو، قاتل البوسنيون الصرب. عدة رجال شجعان قُتلوا. حصلت بعض الخسائر في جانب الصرب! 

ماذا فعلت الأمم المتحدة في ذلك الوقت؟ لقد كانوا مجرد ملاحظين،  وكانت البعثة الهولندية تغير رأيها كل ساعة. في حين كان كثير من الجنود في أجازة خارج البوسنة! 

حصل خطأ في التواصل العسكري الذي كان خطه: سريبرينيتسا_ توزلا_ سراييفو_ زاجرب_ الناتو، ولم تفعل الكتيبة الكبيرة في توزلا  شيئا. وفي الحقيقة لو جاء 2-3 من الناتو لما حصلت هذه الإبادة. الكتيبة الهولندية تخلت عن واجبها، ولكن الهولنديين لا يشعرون بالمسؤولية. 

في 11 يوليو، دخل الصرب إلى سريبرينيتسا، كانت الطريقة الوحيدة لكي تبقى على قيد الحياة هو أن تلجأ إلى مخيم الأمم المتحدة.

استطاع 5-6 آلاف الدخول إلى مخيم الأمم المتحدة. ثمّ حدثت لحظة حاسمة: طرد الهولنديون الناس من المخيم !! وتركوهم للصرب، الذين فصلوا النساء والأطفال عن الرجال والصبيان، ثم تركوا النساء واقتادوا الرجال إلى الجبال وقتلوهم. 

كان أخي وأبي من المطرودين، أمّا أنا فقد احتفظوا بي داخل القاعدة لأقوم بمهام الترجمة. وهكذا نجوت أنا وقتلت عائلتي! 

 لقد دفع ضحايا سريبرينيتسا ثمن حرب البلقان!!

انتهت شهادة حسن نوهانوفيتش.

لاستكمال بقية القصة: 
رحلتي إلى سريبرينتسا صيف 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق