الأربعاء، مارس 28، 2012

أقرب من حبل الوريد

كتب في 11 إبريل 2011

هذه قصة شابٍ وفتاة، تعارفا وتزاملا وتصادقا...

كلاهما كان يقدر الآخر ويثق به، لكنّ أحدًا منهما لم يدرك أنّه قرين الآخر... فانطلقا يبحثان عن شيءٍ هو أقرب إليهما من حبل الوريد.. فتحيّرا وضلاّ السبيل...

وفي لحظة إلهام فطنت الفتاة إلى الحقيقة، وقالت: 

مثلي مثلك... كلانا يفتش في أنحاء الأرض عن جوهر يدعى الحب... يمّمت وجهك شرقًا ويممتُه غربًا... تدابرنا فما التقينا...كلانا يطير إلى الآخر كل حين... يحط على عشه فيبثه خوالج وشجون... ويتركه حينًا وحينًا ثمّ حينًا ثمّ يعود؛ ليعيد تلاوة القصة من جديد، حيث لا جديد... أنت أنت وأنا أنا... ما تغيّر هو مرّ السنون... ما زالت سنين قليلة لم تترك على المحيّى أثرا... لكنّ النّفس ثقلت بأحلامها وآلامها واشتياقها وإدبارها... 

يا لهفي على نفسي... خفق فؤادها فلجمه عقلها... أن كُفّ أيّها الصابي ! فبريق الجواهر يغشي المبصرين أحيانا، وأحيانا يسلب نور العين، فهل يبصر الكفيف ؟ ثمّ هل يهتدي إلى السبيل؟ 

قريبٌ إليك ما ابتغيت... بل هو أقرب من حبل الوريد، لكن كيف ندرك ما هو قريب ؟ والنّفس تغفل عن إدراك ما دقّ أو قَرُب، ولعلّ العلّتان اجتمعتا في الجوهرة الفريدة، فلم تبصرها يا مسافر ولم تدركها؟ 

فلتنأ قليلاً... أو فلتتأخر هي كثيرًا ... فربما يستطيل نظر عينيك، فترى من بعيدٍ الوهج، فتفتن أو تُسحر أو يُسلب لبُّك... 
فتدرك ثمّ تقبلُ ثمّ تعشق... 
ثمّ تطوي يا مسافر صفحة الزمن... 
ثمّ تعفو هي عن اللمم... 
وتثني عزمك عن السير شرقا... 
وتلتقيان فتتعانقان ثمّ تحلقان...في غفلةٍ عن الزمان والمكان...

أتلانتا-جورجيا
*كتب هذا النص بعد تجربة حب من طرف واحد. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق