الاثنين، يناير 27، 2014

سارتر والعنف


كان يا مكان في حديث العصر والزمان...
كان هناك رجل يدعى جان بول سارتر ... كان هذا الرجل فيلسوف فرنسا ما بعد الحرب العالمية الثانية بلا منازع...
شارك سارتر في الحرب بين فرنسا وألمانيا واعتقل إثر الحرب وقضى وقتًا في السجن بألمانيا...
هذا الفيلسوف آمن بالحرية المطلقة... التي لا تعترف بأي ترتيب أو قواعد... كفر بالدين وبالعائلة وبالأطفال وبالملكية وبالمال وبالدولة ... كان يقضي وقته في المقاهي ويعيش في الفنادق، لم يمتلك شيئا من الدنيا وعندما مُنح نوبل، رفضها لأنه يرفض المؤسسات!!

وفي عام 68 ساند حركة الطلاب في فرنسا والتي استخدمت الدولة درجات عالية من العنف لقمعها...
كان يشارك الطلاب المظاهرات في الشارع وعادة ما كان يعتقل دون أحكام...
ماذا كان رد فعل هذا الفيلسوف الملحد على مثل هذا العنف الدولتي المؤسسي ؟!
ببساطة وباتساق تام وبتطرف أتم دعا إلى العنف الاجتماعي... نعم العنف الاجتماعي... يعني لا مانع من بعض المتفجرات! بعض القنابل يدوية الصنع... حرب شوارع.. وأي إبداعات اجتماعية أخرى..
وهذا في فرنسا اللائكية في سبعينيات القرن العشرين!

الجمعة، يناير 24، 2014

تقدير تبعات الانفجار الحادث بجانب مديرية أمن القاهرة


انفجار بجانب مبنى مديرية أمن القاهرة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، 3 قتلي وحوالي 45 
جريح.  تقول المصري اليوم أن القتلى 2 مجندين و سائق تاكسي...الانفجار شديد ولا زالت قوات الحماية المدنية تحاول إخراج الضحايا من تحت الكتل الخرسانية.. واجهة متحف الفن اﻹسلامي تهدمت...
لم تعلن جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها بعد، لكن لابد أن هذه هي الحلقة الخامسة من مسلسل (غزوة الثأر لمسلمي مصر ).
لقد توعدت الجماعة في بيان غزوتها اﻷولى لاغتيال وزير الداخلية في سبتمبر الماضي باستهداف مقار الداخلية ووزارة الدفاع ثأرًا وردًّا على القتل المروع في رابعة والنهضة واﻻعتداء على المساجد واعتقال النساء... وبهذا المعدل فهم يسيرون بمعدل حلقة في الشهر!! 
مرت خمسة أشهر واﻹخوان هم من يتكبدون تبعات هذا المسلسل، وهم من اتهموا في حادث تفجير المنصورة الشهر الماضي الذي أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤوليتها عنه، واستغلتها الحكومة فرصة لاتهامهم وإعلانهم حركة إرهابية. 

لا أعرف في الحقيقة لم لا يدرك اﻹخوان وجود هذه الجماعة ولم لا يدركون مدى تأثير مسلسل الثأر هذا على حراكهم في الشارع... إذا كان هناك بعض الذكاء الحركي فيتوجب على اﻹخوان أن يتوقفوا اﻵن عن الحراك السلمي في الشارع...


جماعة أنصار بيت المقدس ليس لها علاقة فكرية أو تنظيمية باﻹخوان، ولذا فالحراك المتزامن مع مسلسل الثأر هذا سيجعل اﻹخوان يتكبدون تبعات هذا المسلسل وسيجعل الشارع الثوري كله في تصعيد مستمر كل شهر ...

أنصار بيت المقدس لا تفهم سوى لغة الجهاد والقتال والسلاح والثأر. أمّا اﻹخوان فهم تنظيم يتبنى السلمية نهجًا وإن حدثت خروقات .... الدعوة لمظاهرات في ذكرى 25 ،أي غدًا، بعد تفجير مديرية اﻷمن ما هي إلا محاولة انتحار جماعي وربما تحدث مقتلة أكبر من رابعة...أتمنى على متخذي القرارات الحركية من اﻹخوان أن يفكروا مليًّا اليوم ويعقلوا ماذا يعني مزيد من القتل واﻻعتقال غدا ...

الأربعاء، يناير 22، 2014

أمام القمع سواء



مسلسل التجرؤ والاعتداء على الفتيات والنساء المتظاهرات لم يبدأ بآمنة ولا حرائر المنصورة ولا فتيات الإسكندرية. بل بدأ حين اعتدى عسكري حقير على ست البنات، وحين حاولت عزة حمايتها فضربت ثم خرجت مظاهرة هزيلة في الجمعة التالية تسمى جمعة الحرائر. وكان الأولى أن تكون جمعةالأحرار الحماة.
ومنذ ذلك اليوم أشعر أن وعيا جديدا لنساء مصر يتشكل فقد غدا الرجال عاجزين عن الحماية أو مستلبوها. وما عاد للنساء أو أجسادهن حرمة ... لم تعد هناك حرمات أو خطوط حمراء!
والمرأة والرجل أضحيا أمام القمع سواء

الثلاثاء، يناير 14، 2014

ولكن صوّرته ذاكرتي

وفي مسجد الإيمان كانت هناك عشرات من المشاهد التي يعجز اللسان معها عن النطق...أخ جثا على ركبتيه أمام جثمان أخيه ...ورفع رأسه للأعلى وأطلق صرخة اهتزت لها جدران المسجد... لم يصوره أحد ولكن صورته ذاكرتي...
زوجة شابة تجري خلف جثمان زوجها الشاب، وصديقاتها يمنعنها في تراحم وهي تحاول كظم صوتها الذي يأبى إلا أن يخرج قائلة: إنا لله وإنا إليه راجعون.... لم يصورها أحد ولكن صورتها ذاكرتي...
كل جثمان يخرج للدفن... الصيحات تتعالى: الله أكبر... يوم ما بعد الصدمة في القاهرة سيبقى في ذاكرة شعب دون شعب واﻻثنان من أهل بلدي... صاحب المجزرة والمنكر للمجزرة طلبًا ﻹفراغ الذاكرة وإنكارا لوجود غيره من أبناء بلده...
وفي اليوم الذي تلا مسجد اﻹيمان كان يوم جمعة وصلاة على بعض الشهداء...مررت على مسجد اﻹيمان فوجدت المسجد مغلقًا به آثار من ذهبوا ... وشاب من أهالي المنطقة أمام المسجد يسأل في خوف وهلع عن هؤلاء اﻹخوان الذي يخبئون اﻷسلحة في المسجد!!! ... لم يصوره أحد ولكن صورته ذاكرتي...
ربما اختلط على ذهنه البدائي صيحات الله أكبر فتوهم أنها معركة، ولم يفطن أن ينظر من شرفة شقته ليوقن أنها جثامين قتلى شهداء... أراد فقط أن يتأكد من خلو المسجد من هؤلاء الكائنات ... ولتذهب ال 259 أسرة التي فقدت أحد أفرادها ما بين عزيز ومعيل إلى الجحيم ... لينعم هو فقط على حياته من أن تخدش بمجرد توهم خائف أو خوف متوهم...وحسبي الله ونعم الوكيل .