الخميس، يناير 05، 2012

البحر


كتب في 24 يناير 2003




يوم أن رأيتك تملكتني الرهبة، وغمرتني الخشية، وكساني الجلال...
اقتربت من شاطئك، وتراجعت خطوات... سمعتك تخاطبني: لا يلج إلى رحابي سوى الحالمون، فوثقت من خطواتي، وتقدمت... ثم افترشت رمالك الذهبية، وجلست في رحابك، وأنصتت أذناي لهدير موجك...أحسست فيك كل المعاني المتناقضة:
رحيم وقاسي...
مقدام متراجع...
عظيم ورقيق...عظيم في رقة، ورقيق في عظمة...

تعلو أمواجك وتتقدم وتزحف... وأنا أقف على شاطئك، فتغمر مياهك قدماي العاريتان، وتبلل ردائي الأسود...تشعرني بالرهبة منك، ويتملكني الإحساس بالخوف برهة؛ ولكن الموجة العظيمة العالية تهبط وتتراجع في رقة وعذوبة، وتنسحب بعيدًا عن ناظريّ، وتتركني وقد أمنت لها، وأمنت لك... أتراك تؤمنني أبدًا يا بحر؟...

لا يا صغيرتي ! إنّني البحر العظيم ... بين الرحمة والعذاب أقع... أمواجي هادئة لذوي القلوب الساكنة... توصلهم لبر الأمان... وأبتلع من أشاء في أحشائي فلا يرى النور أبدا...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق