الجمعة، يناير 06، 2012

الهجرة ومراجعة النفس

كتب في 3 أغسطس 2003


في شهر رمضان السابق، انتويت أن أراجع تطور عام من عمري، من رمضان إلى رمضان الذي يسبقه. أراجع فيها نجاحاتي وإخفاقاتي، ومشكلاتي وأهدافي، وهل أسير في طريقها أم تنحرف بي السبل كثيرًا أو قليلاً. وتاهت هذه الفكرة في زحام الحياة على الرغم من أهميتها، وربما لم تته كما أتخيل، ولكنّه بالأحرى هروب من مواجهة النفس، والوقوف منها وقفة صادقة، ومكاشفتها مكاشفة صريحة، ربما كان هذا هو السبب الكامن، وبدا لي ظاهريًّا انّ زحام الحياة هو ما جعل عملية المراجعة تضل طريقها إلى جدول أعمالي... ثم هلّ عليّ عيد الأضحى، فعادت لي فكرة مراجعة النفس الدورية على أن أربطها هذه المرة بعيد الأضحى. 
وتاه عن بالي حدث عظيم وفارقة كبيرة في تاريخ البشرية، وهو حدث (الهجرة) وعجبت من نفسي، كيف غاب عن عقلي أنّ هذا الحدث هو الأنسب لتطبيق فكرة المراجعة الذاتية. ففكرة المراجعة الذاتية مرتبطة بفكرة التغيير، وهجر معايب النفس، ومعايب الفعل، ومعايب التفكير، وحمل النفس على الأفضل والأحسن. بل إنّ الهجرة لتحمل معنى الثورة على الواقع، وحل المشكلات جذريًّا، حتّى لو تكلّف الأمر استئصال النفس من موطنها... وهذا لم يفعله رسول الله بصورة انفعالية، وإنّما فكّر ودبّر وخطّط، ثمّ ثار على بصيرة، وهاجر... تُرى هل أستطيع أن أفكر وأخطط وأدبر، ثمّ أثور ثورة عقلانية؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق