الأحد، يوليو 06، 2014

محمد دوراكوفيتش: مؤسس مدرسة سريبرينتسا

محمد دوراكوفيتش على اليسار

عندما حدثت المجزرة كان محمد في عمر العشرين، وعلى الرغم من رائحة الموت التي كانت تملأ المكان وتنذر بالفناء، تمسك محمد بأهداب النجاة فهرب إلى الجبال طلبًا للحياة. ظل محمد هاربًا في جبال سريبرينيتسا دون ماء ودون طعام. كان يتوقع في كل لحظة أن يصادف جنود الصرب الذين كانوا يقتلون كل من يقابلون.

 ظل محمد يمشي على قدميه بين الجبال والغابات عدة أيام من قرية إلى قرية. وفي مسيرة النجاة كان يحاول أن يجد طريقه بين أشلاء وجثث القتلى، والجرحى! حاول أن يقترب مرة من جريح، لمساعدته، ولكن الجريح أشار إليه بحسم أن لا يقترب. لم يفهم محمد هذا الطلب في البداية ثم تبين أن الصرب كانوا يتعدمون إصابة الضحايا ووضع قنابل متفجرة أو زرع ألغام بجانبهم ليكونوا طعمًا لمن يحاول مساعدتهم فيناله القتل فورًا أو الإصابة المميتة. 

وبينما هو في سعيه للتمسك بطوق النجاة، صادف شبانًا مثله يبحثون عن مهرب للنجاة، واقترحوا عليه أن يلجؤوا للأمم المتحدة باعتبارها المسؤولة عن حفظ الأمان والسلام. ولكنّه رفض قائلاً: "لم تكن الأمم المتحدة يومًا خيارًا لي" كان يعلم أن قوات الأمم المتحدة ستسلمه للصرب. وفضّل محمد أن يختبئ في كهف، حتى تحين لحظة مناسبة لاستكمال مسيرة النجاة. 

وبعد جهد جهيد، اقترب محمد من منطقة عسكرية وتبين له أنه فعل كل ما في وسعه لينجو بنفسه ويبقى على قيد الحياة. والآن هو بين يدي القدر تمامًا، فإمّا أن تكون المنطقة العسكرية تابعة لجيش البوسنة فينجو، وإمّا أن تكون تابعة لجيش الصرب فيهلك. وكانت الأولى فنجا. 

عاش محمد في مدينة توزلا لمدة عام، وبعد المجزرة بعامين كان يدرس الهندسة في الولايات المتحدة. ثم تزوج وكون أسرة صغيرة. 

عاد محمد إلى سريبرينيتسا، موطنه، وتملك فيها بيوتًا، ثم بادر مع رفاق له ناجون كذلك بمبادرة مسيرة السلام هنا عام 2006 والتي تعقد كل عام، ثم بتأسيس مدرسة سريبرينيتسا منذ 2010 والتي تعقد كل عام كذلك هنا

للاستماع لمحمد هنا

للاطلاع على بقية القصة 
رحلتي إلى سريبرينتسا صيف 2013



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق