الجمعة، أبريل 04، 2014

لا يزال القرن الرابع الهجري يعيش بيننا

بينما أنا ذاهبة إلى عملي اليوم (نعم أعمل يوم الجمعة) سمعت خطيبًا جمعة يخطب في حماسة مثيرة عن قضية التشبيه. وكيف نفهم نصوص القرآن التي تثبت لله جزءًا من جسم مثل "يد الله فوق أيديهم" مفرقًا بين الشرع والعقل في فهم هذه القضايا الكلامية.

لقد ذكرني حديثه بما أقرأه من جدال عنيف حول الذات اﻹلهية في كتب تاريخية في علم الكلام تنتمي إلى القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي. لقد كانت مثل تلك القضايا تمثل (أسئلة العصر) حينها.

ألم يسمع خطيب الجمعة هذا بأنّ عدة قنابل انفجرت في محيط جامعة القاهرة اﻷربعاء الماضي! وهو مكان يبعد عنه عدة كيلومترات! ألم يسمع أن جماعة لها دوافع "دينية إسلامية" تبنت هذا الحادث، وأن هذه الجماعة تنتمي للقرن المعاصر الخامس عشر الهجري؟ وأن تناول دوافع/ عقائد جماعة مثل هذه قد يكون أولى وأجدى؟

نعلم جميعًا انّ الدولة المصرية قد أحكمت سيطرتها على الخطاب الديني ووسائله، وعلى رأس هذه الوسائل خطبة الجمعة، ولكن هل السلطة السياسية/ العسكرية هي وحدها المسؤولة عن تاريخية الخطاب الديني؟ ربما نحاول اﻹجابة عن مثل هذا السؤال في تدوينات أو مقالات قادمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق