الثلاثاء، أبريل 08، 2014

عزائي للسريان الأرثوذكس


لم أكن أعلم أنّ الكنيسة التي أمر عليها ثلاث مرات أسبوع في طريقي لأستقل حافلة الجامعة، هي كنيسة تخص السريان الأرثوذكس حتّى شاهدت نعيًا معلقًا على بابها!

اقتربت من باب الكنيسة لأقرأ النعي وألتقط له صورة، فوجدته يخص بطريرك أنطاكية (مارا أغناطيوس زكا الأول عيواص) وهو الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم! 

انتابني العجب للحظات!  فهذه الكنيسة التي أعرفها منذ اكثر من سنة ولم أتساءل يومًا أي طائفة تمثل، هي كنيسة تخص السريان الأرثوذكس في القاهرة!

أقرأ كثيرًا عن السريان اليعاقبة أثناء دراستي للفلسفة الإسلامية، وأكنّ لهم احترامًا كبيرًا لدورهم في حضارة الإسلام. فهل السريان الأرثوذكس حديثًا هم امتداد للسريان اليعاقبة قديمًا؟ . أظن ذلك على أغلب الظن. 

لقد كان السريان اليعاقبة هم من ترجم للمسلمين تراث اليونان بأمانة ودقة! ولا تزال كثير من ترجماتهم بحوزتنا! من أمثلتهم حنين بن إسحاق وابنه إسحاق بن حنين. ومن ترجمات إسحاق الباقية ترجمة كتاب الأخلاق لأرسطوطاليس، وهي ترجمة دقيقة وممتازة، ونشرت بتحقيق عبد الرحمن بدوي. 

وكذلك فإن أساتذة الفارابي هم من السريان اليعاقبة، منهم أستاذه يوحنا بن جيلان. ولقد كان للفارابي تلميذ سرياني يعقوبي هو يحيى بن عدي الذي كان صديقًا للنديم، مؤلف كتاب (الفهرست). 

عزائي للمسيحيين السريان الأرثوذكس في مصر وفي المشرق العربي، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي ينفتح فيه بنو المشرق على بعضهم بعضًا فيتعارفون ويتراحمون على اختلاف أديانهم كما كان ذلك حاصلاً في مراحل سالفة من تاريخ الإسلام. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق