بينما كنت أساعد
صديقتي الألمانية في بحثها عن الطوائف في القدس في النصف الأول من القرن العشرين،
قرأت معها خبرًا في جريدة فلسطين في عام 1911 مفاده أنّ مظاهرة خرجت في الإسكندرية
لتأييد الثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، فواجهتها قوات الاحتلال الإنجليزي فأردت منهم
عددا من القتلى والجرحى...
باستخدام
آلية "القياس" البسيطة، فإنّ موقف الاحتلال مفهوم، فالمشهد هو
"ثائر وطني مقابل محتل" وما دام المصريون يؤيدون الثورة الليبية فهذا
يعني أنه من الأولى أن يثوروا ضد الاحتلال الإنجليزي.
ولكن ما لا يساعدنا
منطق القياس على فهمه هو أن الحكومة المصرية متمثلة في شرطتها قدمت المساعدة والإعانة للقوات الإنجليزية بمساهمتها في
قتل وجرح المصريين المتظاهرين، وما لا يساعدنا القياس في فهمه ولا عموم المنطق أنّ
جلاء الاحتلال كان سنة 1954 بينما لا تزال الشرطة مبرمجة على مواجهات المظاهرات
بالقتل والجرح حتى اللحظة.
أتذكر أن مدربي التنمية البشرية كانوا يصدعون
رؤوسنا بما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية ... ترى هل تساعدنا هذه النظرية الجديدة
على فهم هذه الظاهرة البائسة عوضًا عن المنطق الأرسطي العقلاني الذي عجز عن
التفسير؟؟ ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق